لكى تشترى مزرعة لابد من أن تحدد عشر نقاط رئيسية قبل الشراء:
1. تحديد الغرض من الشراء.
2. تحديد رأس المال المزمع أستثماره.
3. تحديد جدول زمنى لتنفيذ المشروع.
4. تحديد الموقع الذى ستبحث فيه عن أرض.
5. التأكد من أوراق الملكية.
6. طبيعة الأرض.
7. مصدر مياة الرى.
8. توافر مصدر للكهرباء.
9. البيئة المحيطة.
10. دراسة الجدوى.
سأقوم بشرح كل نقطة على حدى بأذن الله.
نبدأ بأذن الله فى طرح العامل الأول لشراء مزرعة:
1. تحديد الغرض من الشراء
عند التفكير فى شراء مزرعة لابد من تحديد هدفك من الشراء لأن تحديد الهدف يتبعه تحديد لنوعية المزرعة التى ستشتريها و لنعطى أمثله لشرح الموضوع:
نوعية الزراعة:
1. مزرعة تربية حيوانات مثل المواشى و الفراخ و النعام و لكل واحدة مواصفات من حيث الموقع و المساحة فمثلا مزرعة الفراخ يفضل أن تكون فى مساحات كبيرة و أماكن صحراوية جافة بعيدة عن العمران لتلافى نقل الأمراض بسهولة و مزارع المواشى على النقيض تحتاج مساحات ليست كبيرة و لكن لابد من أن تكون قريبة من العمران لسهولة الحصول على الأعلاف و تسويق المنتج بالأسواق القريبة و بيع السباخ للمزارع المجاورة و هكذا.
2. مزرعة الخضروات لابد و أن تكون قريبه من المدن و التجمعات السكنية الكبيرة حتى يتم تسويق المنتج بسرعة لأنه من المعروف أن الخضروات تفسد من الحر و النقل.
3. مزرعة الفاكهة تعتمد على نوع الفاكهة التى ستزرعها فمثلا لو تكلمنا عن المانجو نجد أن الأسماعيلية هى بيت القصيد، العنب مثلا نجده فى الخطاطبة على الطريق الصحراوى، الموالح نجدها فى البستان و وادى الملاك و هكذا.
4. المحاصيل مثل القمح و الذرة و الشعير و الفول تحتاج مساحات كبيرة و واسعة حتى تعطى الأنتاج الأمثل و أعنى به الأقتصادى و لا يشترط أن تكون فى أماكن قريبة فنجدها فى وادى النطرون و المنيا و سيناء لأن الحبوب بطبعها تتحمل التخزين و النقل.
ماذا ستفعل بعد الزراعة:
هناك العديد من الأهداف لمن يشترى مزرعة منها:
1. تحقيق هدف نفسى و حلم فى أمتلاك قطعة الأرض و توريثها للأبناء و الأحفاد.
2. مخزن للنقود حيث أنه فى الوقت الحالى بعد الأزمة الأقتصادية العالمية أصبحت البنوك فى نظر الكثيرين مكان غير آمن لوضع تحويشة العمر ناهيك عن الجدل حول مشروعيتها، أما الأستثمار فى البورصة و الذى لا يعرف أسراره الكثيرين هو من المخاطر التى أفقدت أناس كثيرون ثرواتهم بين عشية و ضحاها، و لو ذهبت للعمله كالدولار ستجد أن سعرها أصبح شبه ثابت و الفوائد عليها متدنية جدا.
3. التجارة و الأستثمار فى شراء قطعة أرض و زراعتها ثم أعادة بيعها لتحقيق مكسب.
4. مصدر مستمر للدخل سواء كان أساسى أو ثانوى يعين على تكاليف الحياة.
من هنا نرى أن تحديد الهدف من شراء الأرض أمر حيوى و ضرورى قبل الأقدام على الشراء.
2. تحديد رأس المال المزمع أستثماره
أى مشروع سواءا كان زراعيا أو غيره لابد من تحديد رأس المال الذى ينوى صاحبه تخصيصه للصرف على هذا المشروع، بدون تحديد رأس المال لا يمكن تحقيق أى نفع من وراء المشروع لأنك ببساطة سوف تصرف بغير حساب و تفاجأ بنفاذ التمويل قبل أتمام المشروع و بالتالى لا تستطيع أستعادة أموالك المفقودة و لا تستطيع أكمال مشروعك لتحقيق الفائدة المرجوة منه فيصبح الأمر خسارة فى الأول و فى الآخر.
بالنسبة لمشروع شراء مزرعة فلابد أن نعلم أن الأرض أو "الرمال" بمعنى حرفى هى أرخص مكونات المشروع الزراعى و ما ينفق عليها و فوقها قد يفوق أضعاف ثمنها.
و الأرض دائما مغرية و عند الشراء يرغب المرء فى العادة بشراء مساحة من الأرض بكل ما معه من نقود و فى بعض الأحيان قد يستدين أو يؤجل جزء من الثمن حتى يستطيع الحصول على أكبر كمية من الأرض، و هذا تصرف طبيعى مررنا به جميعا بما فيهم أنا شخصيا، و لكن بعد الرجوع للمنزل و التخلص من "سحر" الأرض و أنا واقف أمامها و الجلوس الى المكتب و أستخدام الحاسبة و الورقة و القلم (يفوق) الأنسان على واقع الأرقام التى لا تكذب و يجد أنه سيورط نفسه فى مشروع أكبر من أمكاناته المادية.
النصيحة:
1. لا تتورط فى دفع عربون شراء أو الأتفاق و لو بالكلمه -وهى عهد- و انما هى المشاهدة و طلب وقت للتفكير و التشاور، دائما لا تنزل و معك نقود حتى لا تتورط فى دفع العربون تحت ضغوط السماسرة و الأعيبهم و ما أكثرها!.
2. قم بتحديد رأس المال الذى تريد أستثماره و يكون من فائض أموالك أو مدخراتك بعد تجنيب مبلغ من المال حسب تقديرك الشخصى يكفى للصرف على العائلة و مواجهة أية طوارىء قد تحدث و لا يؤثر على سير حياتك و حياة أسرتك و أبنائك.
3. قم بعمل دراسة جدوى بسيطة لمصروفات أستصلاح الأرض من تسويات و حفر البئر بمشتملاته وتركيب شبكة الرى و شراء الشتلة و السماد و الكيماوى و العمالة و مصروفات تقديرية لمدة ستة أشهر من بداية العمل بالمشروع، ضع تقدير مبدئى لكل بند بعد سؤال المختصين أو الأقارب و الأصدقاء أو سؤالنا فى المنتدى و أجمع هذه المصروفات.
4. قم بطرح رقم (3) من رقم (2) و الناتج أشترى به الأرض أو "الرمال" كما قلت.
بهذا تضمن أن مشروعك سيكتمل بأذن الله و أنك لن تقف فى منتصف الطريق كما نوهت سابقا.
3. تحديد جدول زمنى لتنفيذ المشروع
سأفترض فى حديثى أن الأرض التى ستشتريها هى أرض بور لم تزرع من قبل و عليه سأحدد الخطوات التنفيذية للبدء فى العمل بالأرض.
1. التخطيط: هو أهم نقطة ستتحكم فى مستقبل المزرعة فلابد من تخطيط المزرعة على الورق و وضع الطرق المختلفة و مواقع البئر و المبانى مثل سكن العمال و سكن المالك و المخازن و المبانى الخاصة بالأنشطة الزراعية مثل معلف حيوانات أو مزرعة دواجن أو خلافه.
2. بعد هذا التحديد يتم عمل جدول زمنى لكل نقطة على حدى لمعرفة كم ستستغرق من الوقت و لا بأس من أن يكون مصاحبا له التكلفة المتوقعة أو المرصودة لكل بند حتى لا نقف وسط التنفيذ بسبب نقص السيولة.
3. يراعى عند وضع الجدول الزمنى أمكانية تنفيذ أكثر من عمل فى نفس الوقت و هو ما يطلق عليه بالأنجليزية overlapping ، و هو يتيح لنا أنهاء أكثر من عمل فى نفس الفترة الزمنية فمثلا من الممكن البدء فى حفر البئر بينما يتم تخطيط و تنفيذ الطرق و هكذا.
4. نسيت أن أقول أنه مع الجدول الزمنى يتم تحديد الأهمية الخاصة بكل بند و ترتيب البنود حسب أولويتها فى التنفيذ و مع وجود التكلفة المتوقعة لكل بند يساعد هذا فى حالات الميزانية المحدودة التى لا تستطيع أن تفى بكل البنود مرة واحدة فننفذ الأهم منها فقط و ينتظر الأقل أهمية.
5. من أهم البنود التى يجب البدء فيها فورا هى تنفيذ الطرق و حفر البئر، فالطريق سيتيح الوصول الى كل أرجاء المزرعة بسهولة و يسر كما أنه سيحدد شكل الحوش الخاصة بالزراعة فيساهم فى تسويتها بطريقة سهلة فلو أفتراضنا أن عندنا أرض 20 فدان فتسويتها مرة واحدة قبل الطرق ستتكلف كثيرا جدا نظرا لأختلاف المناسيب الكبير أما اذا قسمنا المزرعة الى 4 قطع مثلا فسيكون من السهل تسوية كل 5 أفدنة على حالهم.
إليكم الآن أقتراح لأعمال أستصلاح مزرعة بالترتيب المتصور منى:
- شق الطرق.
- حفر البئر طبقا لموقعة فى التصميم.
- بناء سكن صغير للعمال ملحق به مخزن صغير.
- بناء حجرة مع حمام لصاحب المزرعة.
- تسوية حوش الزراعة الناتجة بعد الطرق.
- تصميم شبكة الرى.
- حفر خطوط الزراعة و شبكة الرى -طبقا للتصميم - معا فى نفس الوقت.
- تركيب شبكة الرى الرئيسية الأرضية و الردم الجزئى عليها و توصيلها بالبئر.
- تنزيل السباخ و الأسمده على جوانب خطوط الزراعة المحفورة.
- تشغيل البئر لأختبار شبكة الرى و ملاحظة أى تسريبات فيها و معالجتها.
- ترديم خطوط الزراعة و خطوط الشبكة.
- تسوية الأرض بالقصابية بعد الترديم.
- تخطيط الزراعة و يتم عادة فى مزارع الأشجار بواسطة عمال الشبكة و فيها يتم تحديد الخطوط الطولية لزراعة الأشجار و تحديد مواقع الأشجار عليها بالجير الأبيض و تسمى هذه العملية بالتصريط.
- فتح النهايات بالشبكة الرئيسية لغسيلها من أى رمال دخلت بها أثناء التركيب و يراعى عمل ذلك قبل تركيب خراطيم ال 16 مللى حتى لا تقوم هذه الرمال بسد النقاطات.
- فرد خراطيم الزراعة على التخطيط الذى تم و تشغيل المياة لمدة تتراوح بين 5 - 7 أيام لعمل تخمير للأرض لتجهيزها قبل زراعة الشتلات.
- يراعى عند زراعة الشتلات أزالة الكيس الأسود منها أو قتحه من الجوانب و القاعدة بواسطة مشرط صغير لأعطاء فرصة للجذور لتنمو فى التربة و هذه العملية مهمة جدا و يجب ملاحظتها عن قرب بواسطة صاحب الأرض أو من يمثله لأنه فى حالة عدم القيام به - و كثيرا ما يحدث هذا - سيؤدى هذا الى أختناق الجذور بداخل الكيس و عجز الشجرة عن النمو.
4. تحديد الموقع الذى ستبحث فيه عن أرض
تعتبر هذه النقطة من أهم النقاط التى دائما ما أسأل عنها و من فرط أهميتها تكاد تكون النقطة الأساسية و محور الحديث عند لقائى مع أى من الأصدقاء المهتمين بشأن المزارع، فى البداية لابد و أن أوضح الملامح الأساسية لأفضل موقع لشراء أرض:
1. القرب من المسكن: كلما قربت الأرض من مكان الأقامة كلما سهل على صاحبها متابعتها و زيارتها بصفة مستمرة و مع أشتداد الأزمة المرورية حول مداخل القاهرة أصبح أهل الجيزة و المهندسين مثلا يفضلون طريق الأسكندرية الصحراوى بينما أهالى مصر الجديدة و مدينة نصر يفضلون طريق الأسماعيلية، نقول هذا عن أهل محافظة واحدة و يسكنون فى أطراف مختلفة منها فما بالكم بمن يسكن فى المنصورة مثلا و يشترى أرض فى سيوة!! الأمر سيكون شاق جدا و لابد من وجود كمية من الأرض و الأستثمارات التى تستحق عناء الأنتقال اليها.
2. القرب من أماكن العمالة و التجمعات السكنية فهى المصدر الأساسى لتوريد العمال الذين سيعملون بالأرض، و لا أقصد هنا العمالة الدائمة و التى تنزل الى بلادها مرة فى الشهر و أنما أتكلم عن العمالة المؤقته التى تحتاجها فى مواسم الزراعة و الحصاد.
3. القرب من أسواق تصريف المنتجات و هذه أيضا ميزة أخرى لابد من التفكير فيها لأن النقل ناهيك عن تكلفته، قد يعرض بعض الخضر للتلف لو تم من أماكن بعيدة و فى أجواء حارة.
4. القرب من المدينة أيضا يفيد فى الحصول على الدعم الفنى و التقنى بسهولة، فالميكانيكى مثلا لن يذهب اليك لو أنت بعيد جدا عنه و سيفضل التعامل مع المزارع القريبة، و كذلك مهندس الزراعة و الدكتور البيطرى و خلافه.
5. القرب من الأسفلت و مصدر التيار الكهربى أيضا يجب وضعهم فى الأعتبار.
بالطبع أنا لا أطلب أن تكون الأرض بها كل تلك المواصفات دفعه واحدة و أنما كلما أستطعت حاول أن تفى بأكبر قدر منها.
5. التأكد من أوراق الملكية
فى زيارة قمت بها لمقر الهيئة العامة لمشروعات التعمير و التنمية الزراعية بالدقى و هى المنوط بها تمليك كل أراضى الدولة الصحراوية خارج زمام المحافظات، سمعت كلاما من مصادر مسئولة بالهيئة و بصورة مباشرة مفاده كالتالى:
" أى أرض وضع يد لا يوجد قانون لها بالهيئة الا قانون واحد هو قانون رقم 148 لسنة 2006 و هذا القانون يشترط أن يكون وضع اليد قديم - و أكرر قديم - وحاصل قبل سنة 2006 و يطلب أثبات ذلك رسميا من الطالب للتمليك و اذا لم يستطع أثبات ذلك يتم رفض طلبه و لا يعرض على اللجنة المختصة"
هذا الكلام سمعته بأذنى و كان حوارا بين مسئول و موظف لديه معه طلب من أحد المواطنين و يسأل ماذا يفعل فيه؟
أى مهاترات بعد ذلك أسمعها من تجار الأراضى و السماسرة و المخدوعون بهم من الموهومين بشراء أرض بأى طريقة و بأى وسيلة و بدعوه أنه سيقننها أو أن الأرض مقدم عليها و دفع رسم المعاينة و معه الأيصال الأحمر (و هذه أيضا سمعت به اليوم من المسئول و قال أنها وسيلة نصب أساسية يستعملها الناس لبيع أراضى الدوله على أنها ملك لهم) أقول أى مهاترات من هذا النوع سيكون رد فعلى عليها هو التجاهل التام.
لا يوجد (تمليك) لأى أراضى وضع يد تم إستصلاحها و زراعتها بعد 31 ديسمبر 2006.
و بناء عليه يكون نصيحتى فى هذه النقطه كالتالى:
1. تأكد من أن الأرض المشتراه لها عقد ملكيه و ليس عقد أيجار لأن الفارق كبير جدا فمع أن العقدين صادرين من الهيئة فعقد الملكيه معناه أن الأرض تم شراؤها بالفعل و تقدير ثمنها و تم سداده بالكامل أو حتى سداد جزء منه و ستستكمل أنت الباقى، أما عقد الأيجار فقد يكون مفسوخا نتيجة لعدم سداد الأيجار لسنوات و حتى و أن كان ساريا و الأيجار مدفوع فعند التمليك سيتم محاسبتك على سعر الفدان يوم التمليك فى 2013 و لا يوجد أستثناء لذلك و ستقوم بدفع ثمن الفدان مرتان مره للبائع و الأخرى للهيئة.
2. لا تتنازل عن أخذ صورة من العقد و الكشف عليها بنفسك أو بواسطة محامى و ذلك فى الهيئة و لا تنسى أن تسأل الموظف أن كان هناك أية قروض على الأرض من بنك التسليف الزراعى لأنك ستكون ملزما بتسديدها قبل نقل الملكية و أسأل أيضا عن أية توكيلات سابقة بالبيع لأى شخص داخل الملف أو أى طلبات سابقه بالتنازل لأنه أن وجدت مثل هذه الطلبات أو التوكيلات سيتعين عليك أحضار تنازلات من أصحابها قبل السير فى أجراءات التملك لك و هيهات أن تعرف من هم أو أن تنشد مساعدة البائع بعد أن يكون قد قبض ثمن الأرض بالكامل.
3. ضرورة التأكد من وجود موافقة الجهات المعنية الخاصة بالأرض داخل الملف و هى الجيش و الآثار و الرى و المحاجر، لا تسمح الهيئة بتسليمك عقد الملكية الخاص بك الا بعد وجود هذه الموافقات داخل الملف، و عندى حالة شخصية تم فيها أنهاء كل الأجراءات حتى التوقيع على العقود الجديدة و تم أيقاف أجراءات تسلم العقد لحين ورود موافقات الجهات المعنية.
4. هنا تظهر مشكلة فلو أنت تقدمت لأستخراج هذه الموافقات بصفتك وكيل عن صاحب الأرض سيرفض طلبك لأن التوكيل الصادر من صاحب الأرض لم يذكر توكيلك فى التعامل مع هذه الجهات الرسمية نصا و هى كما أسلفنا الجيش و الآثار و الرى و المحاجر و ستجد أنك فى أحتياج لصاحب الأرض ليعدل لك التوكيل و هذا معناه الوقوع تحت طائلة المساومات المادية، و ذلك عادة يحدث لأن ما يهمنا فى التوكيل هو صيغة "البيع للنفس و الغير و التنازل" و ما الى ذلك، دون ذكر التعامل مع الجهات السابقة.
5. اذا كانت الأرض بها توكيلات فلابد من التأكد من صحة هذه التوكيلات و أنها غير مزورة أو ملغاه و ذلك عن طريق طلب "شهادة سريان" لكل توكيل على حدى صادره بتاريخ اليوم و معتمده من الشهر العقارى و لابد و أن تعلم أنك ستدفع رسوم تنازل عن كل توكيل بواقع 1000 جنيه للفدان بمعنى أن لو الأرض مباعه بتوكيلين سابقين و ستباع لك بتوكيل ثالث فستدفع 3000 جنيه رسوم تنازل عن كل فدان، ناهيك عن رسوم المرافق التى ابتدعتها الهيئة أخيرا و قدرها 4000 جنيه للفدان.
قد تقول أن ما أقوله هنا يعرفه المحامون و لا ضرورة لأن "أوجع دماغى" به و سيكون ردى لك هو:
ما حك جلدك مثل ظفرك، فتولى أنت جميع أمرك.
6. طبيعة الأرض
المقصود بطبيعة الأرض هنا أمران:
1. درجة إستواء الأرض.
2. نوعية التربة الخاصة بالأرض.
بالنسبة لدرجة إستواء الأرض فهى تعتمد فى المقام الأول على طبيعة الرى الذى ستسخدمه ففى حالة الرى بالغمر لابد و أن تكون الأرض مستوية تماما بالليزر و المقصود هنا القصابيات التى تعمل بأشعة الليزر، أما فى حالة الرى بالتنقيط أو الرش فلا ضير من وجود بعض الميول فى الأرض و أنا أقول هنا - بعض - الميول فقط لأن شدة الميول قد تؤدى الى أختلاف الضغوط بشبكة الرى مما يؤثر على توزيع مياة الرى و بالتالى توزيع الغذاء فيؤدى الى تفاوت واضح فى نمو المزروعات.
أما بالنسبة لنوعية التربه و درجة نفاذيتها للماء و مكوناتها المختلفة فلابد من الأستعانة بالمراكز المتخصصة لتحليل التربة و أخذ عينات على أبعاد 30 و 60 و 90 سم من سطح الأرض و تحليلها يؤدى الى الفوائد التالية:
1. معرفة مكونات التربة يستتبعها معرفة أفضل أنواع الزراعات الملائمة لها مما يضمن الحصول على الحد الأقصى من المحصول.
2. فى بعض الأحيان تكون التربة غنيه بعنصر معين مثل الحديد مثلا فلو وضعنا هذا فى الأعتبار و خططنا البرنامج التسميدى تبعا لذلك سيؤدى هذا الى التوفير فى الأسمدة.
3. معرفة العناصر الموجودة بالتربة تعطى لنا فكرة عن التفاعلات التى ستتم بينها و بين الأسمده و بعض هذه التفاعلات قد تكون ضارة بمعنى أنها تحول الأسمده الى مركبات غير قابلة للأمتصاص بواسطة النبات فيؤدى ذلك الى عدم الأستفادة منها، و المعرفة بأمكانية حدوث مثل تلك التفاعلات تجعلنا نختار الأسمدة الصحيحة التى لا تؤدى الى تلك النتائج الضارة.
7. مصدر مياة الرى
من المعروف أن مصادر مياة الرى فى مصر نوعان هما مياه النيل و المياة الجوفية.
مياه النيل فى مصر و يطلق عليها الماء البحارى نوعان أما مياه من النهر أو فروعه مباشرة أو مياه مرفوعة من خلال محطات رفع فى مشروعات الدولة مثل ترعة النصر التى تروى مشروع النوبارية و ترعة البستان الجديدة التى تروى مشروع البستان و هكذا.
طبعا المياه البحارى المتوافرة من النهر أو فروعه مباشرة هى المياة المستخدمة فى رى أراضى الدلتا و الوادى القديمة السوداء، أما المياه المرفوعة فهى التى تروى أراضى الأستصلاح سواءا القديمة منها مثل مديرية التحرير أو الحديثة مثل ترعة السلام بسيناء، و هذه الأراضى هى دائما محور حديثنا.
عندما تقرر شراء أرض تروى بالماء البحارى المرفوع لابد من أن تؤدى بعض التحريات:
1. سؤال الجيران فى المنطقه عن الأيام التى يكون بها مياه فى الترع، و أقول الجيران و ليس البائع أو السمسار لأن أقوالهم سيشوبها المصلحة و يكون ذلك فى يوم غير يوم معاينة الأرض حتى تكون وحيدا لأنه فى بعض الأحيان يخجل الجار من الشكوى أمام جاره الذى يبيع الأرض و "يعوم على عومه" كما نقول بالبلدى.
2. عندما تعرف أيام الرى حاول أن تحضر فى هذه الأيام لترى بنفسك كمية المياة فى الترع و أعمل هذه المشوار مرتين ثلاثة فى أوقات مختلفة أى الصباح الباكر - الظهيرة - العصر حتى ترى بنفسك.
3. لا تختار أرض تروى من آخر الترعة لأنه سيكون عليك الأنتظار حتى يروى كل من قبلك لكى تجد ما تروى أنت به و فى بعض الأحيان تصل اليك المياة ضحلة و لا تكفى للرى.
4. أجعل دائما مستوى أرضك أقل من مستوى ترعة الرى لو عندك فرصة الأختيار بين أرضين فأختار الأرض الواطئة التى تروى من ترعة منحدرة لأنها دائما بحكم الجاذبية سيكون بها مياة طوال الوقت.
5. مر بنفسك على الترعة التى تروى أرضك لترى هل هى نظيفة و خالية من الحشائش و الرمال التى تقلل من حجم مياة الرى الوافدة اليها و لترى أيضا شىء آخر مهم هو كيفية تعامل الجيران مع الترعة فستجد فى بعض الأحيان من يعمل سدود لكى يحجز أكبر كمية مياه أمامه ليسحبها فى أرضه و ستجد آخر واضعا ماكينة شفط أضافية على الترعه ليزيد من الكمية المسحوبة مثل هذه التصرفات لو وجدتها ستعطيك فكرة عن تصرفات جيران المستقبل ناهيك عن أنها ستعطيك فكرة عن كمية المياة الوافدة للترعة و هل هى كافية أم لآ.
أما بالنسبة للرى بالمياة الجوفية لابد من السؤال عن عدة عناصر:
1. "وش المياه": و يقصد به المسافة من سطح الأرض الى أول طبقة من التربة تحتوى على مياة، و "وش المياه" هذا لن يكون الموضع الذى ستضع به طلمبة الضخ و لكنه يعطى فكرة عن بعد المياة عن سطح الأرض و بالتالى عن المسافة المناسبة لوضع مضخة المياه و بالتالى معرفة طول عامود المياة الذى سيتم ضخه لمعرفة قدرة المضخه المطلوبه و قدرة المولد الذى سيديرها فى حالة عدم وجود تيار كهربائى حكومى.
هذا اذا كانت الأرض ليس بها بئر، أما اذا كانت الأرض بها بئر فمعرفة هذه المعلومات تساعد فى التأكد من أن المضخة و المولد تم أختيارهم بالقدرة المناسبة التى تمنع حدوث مشاكل فى المستقبل بعد الشراء.
2. نوعية المياة: و هذه يقصد بها درجة الملوحة للمياة و التى تحدد الزراعات المسوح بها و هنا أود أن أذكر شىء و هو أنه بنظرة شاملة على المزرعة و على المنطقة المحيطة بها من زراعات ستعطيك فكرة عن جودة المياة بالمنطقة فالزرع لا يمكن خداعه!! و بالتالى اذا رأيت أن المزروعات نضرة و خضراء بلون داكن و بها نموات جديدة و المنطقة بالكامل مزروعة و على نفس الشاكله فليطمئن قلبك مبدئيا و هذا طبعا لا ينفى الحاجة الى عمل تحليل للمياة و لكنه معاينة مبدئية.
و عند أخذ العينة للتحليل لابد من أن يكون البئر قد تم تشغيله لمدة ساعتين على الأقل قبل أخذ العينة و لابد أن تأخذ العينة من قبل السماده حتى لا تكون بها أملاح التسميد و يتم غسل الزجاجة جيدا بماء البئر قبل أخذ العينة.
و اذا لم يكن الأرض بها بئر تأخذ عينة من أقرب بئر ملاصق لأرضك و بنفس الطريقة السابقة.
3. فى بعض الأحيان يأخذك السمسار أو البائع الى منطقة قاحلة لتشترى فيها أرضا و عندما تسأله عن سبب عدم وجود مزارع فى الجوار يكون الرد من العينة التالية و عذرا لأستخدامى العامية المصرية:
- أصل المنطقة جديدة و لسه ما حدش أشتغل.
- أصل كل الناس هنا معاها مساحات كبيرة و بتسقعها.
- دا ورا الجبل ده فيه مزارع قد كده!!.
- دا فلان و علان (و يذكر أسماء معروفة) أشتروا هنا و حيشتغلوا عالطول.
- أصل المكان جايله ترعه و عايزين نلحق ناخد الأرض قبل صاحبها ما يدرى بالموضوع.
كل هذا الكلام نصب و عندما تجد منطقة قاحلة لابد أن تعرف أن هناك مشكلة فى المياة أو التربة و أن حضرتك لست كريستوفر كولومبوس و هذه المنطقة ليست أمريكا لتكتشفها أنت و أن غيرك من الناس مئات و ربما آلآف قد مروا على نفس المكان و ربما أشتروا أرض و خسروا فيها فلا تشترى أنت.
8. مصدر الكهرباء:
القرب من مصدر الكهرباء مهم جدا خصوصا بالنسبة للرى من المياة الجوفية و ذلك للفرق الكبير فى التكلفة بينها و بين الرى بالجاز و سأعطى مثل على هذا بمزرعة مساحة 40 فدان مزروعة أشجار موالح فقد كانت تكلفة الرى بالجاز شهريا تتعدى ال 3000 جنيه بينما بعد دخول الكهرباء فالتكلفة الحالية فى حدود 1000 جنيه فقط أى وفر شهرى قدره 2000 جنيه، أضف الى ذلك تكلفة صيانة ماكينة الديزل و هى فى كل الأحوال مستعمله و لا يوجد منها جديد و صيانة البطاريات و خصوصا فى فصل الشتاء كل هذا يعطى متوسط مصاريف أضافية فى حدود 500 جنيه شهريا.
أى أنه بأدخال الكهرباء للمزرعة تم توفير شهرى قدره 2000 جنيه + 500 جنيه = 2500 جنيه أو 30 ألف جنيه سنويا.
و لما كانت تكلفة أدخال الكهرباء الى المزرعة تعتمد بصورة أساسية على البعد عن أقرب مصدر للكهرباء ذات الضغط المتوسط (11 ألف فولت) لذا كان من الواجب عند شراء الأرض السؤال عن أقرب مصدر للكهرباء و محاولة قياس المسافة الفعلية لمعرفة القيمة التقريبية لتكلفة دخول الكهرباء.
بالنسبة الى مصر فسوف أعطى لاحقا تصورا عن التكلفة التقريبية لأدخال الكهرباء الى المزرعة كما خبرتها عن قرب.
يوجد طريقتان لأدخال الكهرباء الى المزرعة:
الطريق الأولى: حساب التكلفة الفعلية و فيها تقوم أدارة الكهرباء بعمل مقايسة فعلية لطول خط الكهرباء الممتد حتى المزرعة و محاسبة صاحب المزرعة عليه بكل تكاليفه شاملا محول الكهرباء الذى يصبح ملكية خاصة فى هذه الحاله لصاحب المزرعة و لا يستفيد منه أحدا سواه و تتم المحاسبة على الأستهلاك بالسعر المدعوم 13 قرش للكيلو وات، و هذه الطريق صالحة عندما يكون مصدر الكهرباء قريبا من المزرعة.
الطريقة الثانية: و هى الأستثمارى و فيها يقوم صاحب المزرعة ببناء حجرة محولات كهرباء طبقا لمواصفات أدارة الكهرباء و يشترط أن تكون على الطريق الرئيسى و ليس داخل المزرعة و تتكلف فى حدود 20000 جنيه يدفعها مالك المزرعة بالكامل ثم يدفع 350 جنيه عن كل كيلو وات للقدرة المطلوبة فلو كان يريد 100 كيلو مثلا يدفع 35000 جنيه و تقوم أدارة الكهرباء بتوصيل الكهرباء الى حجرة المحولات على نفقتها الخاصة و أدخال محول بالحجرة بسعة كبيرة و لتكن 300 كيلو وات تبيع منها 100 كيلو لصاحب المزرعة و يكون الباقى معروضا للبيع لأصحاب المزارع المجاورة و بذلك يكون المحول مشتركا و ليس فرديا و تكون المحاسبة على الأستهلاك بالسعر الأستثمارى و هو 25 قرش للكيلو و تصلح هذه الطريقة فى حالة وجود مصدر الكهرباء على بعد كبير من المزرعة بحيث أن المقايسة المطلوبة تكون بمئات الألوف لذا يستعاض عنها بهذه الطريقة.
القرب من مصدر الكهرباء مهم جدا خصوصا بالنسبة للرى من المياة الجوفية و ذلك للفرق الكبير فى التكلفة بينها و بين الرى بالجاز و سأعطى مثل على هذا بمزرعة مساحة 40 فدان مزروعة أشجار موالح فقد كانت تكلفة الرى بالجاز شهريا تتعدى ال 3000 جنيه بينما بعد دخول الكهرباء فالتكلفة الحالية فى حدود 1000 جنيه فقط أى وفر شهرى قدره 2000 جنيه، أضف الى ذلك تكلفة صيانة ماكينة الديزل و هى فى كل الأحوال مستعمله و لا يوجد منها جديد و صيانة البطاريات و خصوصا فى فصل الشتاء كل هذا يعطى متوسط مصاريف أضافية فى حدود 500 جنيه شهريا.
أى أنه بأدخال الكهرباء للمزرعة تم توفير شهرى قدره 2000 جنيه + 500 جنيه = 2500 جنيه أو 30 ألف جنيه سنويا.
و لما كانت تكلفة أدخال الكهرباء الى المزرعة تعتمد بصورة أساسية على البعد عن أقرب مصدر للكهرباء ذات الضغط المتوسط (11 ألف فولت) لذا كان من الواجب عند شراء الأرض السؤال عن أقرب مصدر للكهرباء و محاولة قياس المسافة الفعلية لمعرفة القيمة التقريبية لتكلفة دخول الكهرباء.
بالنسبة الى مصر فسوف أعطى لاحقا تصورا عن التكلفة التقريبية لأدخال الكهرباء الى المزرعة كما خبرتها عن قرب.
يوجد طريقتان لأدخال الكهرباء الى المزرعة:
الطريق الأولى: حساب التكلفة الفعلية و فيها تقوم أدارة الكهرباء بعمل مقايسة فعلية لطول خط الكهرباء الممتد حتى المزرعة و محاسبة صاحب المزرعة عليه بكل تكاليفه شاملا محول الكهرباء الذى يصبح ملكية خاصة فى هذه الحاله لصاحب المزرعة و لا يستفيد منه أحدا سواه و تتم المحاسبة على الأستهلاك بالسعر المدعوم 13 قرش للكيلو وات، و هذه الطريق صالحة عندما يكون مصدر الكهرباء قريبا من المزرعة.
الطريقة الثانية: و هى الأستثمارى و فيها يقوم صاحب المزرعة ببناء حجرة محولات كهرباء طبقا لمواصفات أدارة الكهرباء و يشترط أن تكون على الطريق الرئيسى و ليس داخل المزرعة و تتكلف فى حدود 20000 جنيه يدفعها مالك المزرعة بالكامل ثم يدفع 350 جنيه عن كل كيلو وات للقدرة المطلوبة فلو كان يريد 100 كيلو مثلا يدفع 35000 جنيه و تقوم أدارة الكهرباء بتوصيل الكهرباء الى حجرة المحولات على نفقتها الخاصة و أدخال محول بالحجرة بسعة كبيرة و لتكن 300 كيلو وات تبيع منها 100 كيلو لصاحب المزرعة و يكون الباقى معروضا للبيع لأصحاب المزارع المجاورة و بذلك يكون المحول مشتركا و ليس فرديا و تكون المحاسبة على الأستهلاك بالسعر الأستثمارى و هو 25 قرش للكيلو و تصلح هذه الطريقة فى حالة وجود مصدر الكهرباء على بعد كبير من المزرعة بحيث أن المقايسة المطلوبة تكون بمئات الألوف لذا يستعاض عنها بهذه الطريقة.
يتبع .......
لو سمحت عندى مشكلة ممكن يكون لها حل انا اشتريت الارض مسة افدنة من مجموع خمسين فدان وكان الخمسين لهم بير واحدولم افكر فى دخول الكهرباء ولا المياه لوجدهم للخمسين وتركة اشراف الارض للمهندس صاحب الخمسين فى الاساس ولكن عندما وجت اهمال فى الخمس فدادين سحبتهم منه وللاسف مكنتش شرط فى العقد على اى شئ بالنسبة للمياه او الكهرباء لذلك هو الان مصمم على ان لاخد مياه لا ساعتيناو تلاته يوم ويوم بحجة ان امحول والمتور لايسمحوا غير بذالك لى يكفى باقت الارض واريد ان ادخل كهرباء لنفسى بس تكلفة الكهرباء بالمقيايسة ستكون كبيرة ليس هناك طريقة اوحل لادخال الكهرباء باقل تكلفة ممكنة
ردحذفللأسف حضرتك أشتريت غلط .. و لا يوجد حل الا بالتفاوض مع صاحب الأرض الأصلي و شراء حصه من اليئر و المحول بصوره رسميه.. لأن إدخالك لهم منفردا شبه مستحيل بسبب الإجراءات المطلوبه .. أعتذر لتأخر الرد .. و ربنا يكون سهل لك الحال.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفمشكور على مجهودك ومعلوماتك الرائعه
ردحذفالله يجعله فى ميزان حسناتك
شكرا لحضرتك
حذفمشكور على مجهودك ومعلوماتك الرائعه
ردحذفالله يجعله فى ميزان حسناتك
شكرا لحضرتك
حذف