السبت، 17 أغسطس 2013

الأستثمار الزراعى فى الواحات البحرية

قمت بزيارة الواحات البحرية أكثر من مرة للبحث عن أراضى صالحة للزراعة و هذه هى محصلة الزيارات:

* تقع الواحات البحرية على بعد حوالى 350 كم من القاهرة و هى تتبع محافظة 6 أكتوبر و الطريق أليها من مدينة 6 أكتوبر أسفلت حالته من 70 الى 90% و لا يوجد خدمات على الطريق ألا أستراحة واحدة فقط بها محطة بنزين غالبا لا يوجد بها بنزين لذا لابد من التأكد من ملئ السيارة بالبنزين من 6 أكتوبر قبل السفر, و هناك ملاحظة أخرى هى أنقطاع أرسال المحمول على الطريق لمسافة حوالى 150 كم ففى حالة حدوث أعطال لا قدر الله لن يكون هناك أمل ألا فى الأستعانة بأحد السيارات المارة.

* الواحات البحرية عاصمتها مدينة البويطى و يوجد بها تجمعات أخرى مثل الحارة و منديشة و هى بالعموم تقوم على نشاط سياحة السفارى خاصة فى فصل الشتاء حيث تعج بالسياح و بها العديد من الفنادق المشيدة على أسس بدوية بسيطة.

* يوجد ثلاث رحلات يوميا الى الواحات البحرية بأتوبيسات عمومية منهم رحلة قادمة من الوادى الجديد و غير مضمون وجود أماكن بها لذا يفضل الحجز من داخل الواحات.
يوجد 3 محطات بنزين و المتوافر 90 فقط و سولار و لا يوجد 92.

* أهالى الواحة يزرعون لأكلهم فى المقام الأول و لم أرى هناك أستثمارات زراعية بالمعنى الذى نراه على طريق مصر الأسكندرية الصحراوى مثلا، و لا أدرى ما هو السبب فى ذلك.

* المياة الجوفية قريبة جدا و قد أخذت عينة منها و قمت بتحليلها بالجامعة الأمريكية بمدينة السادات و كانت المفاجأة أن الملوحة بها لم تتعدى 193 جزء فى المليون و لكنها بها محتوى عالى جدا من الحديد الذى من الممكن أن يسد النقطات فى حالة الرى بالتنقيط.

* أسعار الأراضى هناك تتراوح بين 500 الى 3000 جنيه للفدان و كلها وضع يد و الشراء يكون من أهالى الواحة.

* المهم هو موافقة الآثار و التى تعطى أيضا موافقة الرى و هذا شىء أستغربت منه و لكن هذا ما قيل لى.

* نوعية الأراضى هناك غير جيدة فى كل مكان و هناك أماكن كثيرة صخرية لذا لابد من عمل جسات للتربة قبل الشراء.

* سمعت من بعض أهالى الواحة أنه من يقوم بزراعة 1000 نخلة فى أرضه تقوم الدولة بحفر بئر مياه يعمل بالكهرباء و توصيل الكهرباء له على نفقتها.

* أسعار اللحوم هنا متدنية جدا تصل الى 25جم للكيلو و لكن يحظر خروج الثروة الحيوانية من الواحات.
حالة المياة الجوفية بالواحات نقلا عن م. عصام سليمان

المياة الجوفية بصخور الحجر الرملى النوبى فى منطقة الواحات البحرية ظلت تستغل لفترة طويلة بحفر الأهالى لآبار بعمق مابين 30 و 60 متر و قد وصل عدد هذة الآبار عام 1962 الى 398 بئر تنتج 400000 متر مكعب / يوم ( 14,6 مليون متر مكعب / عام ) و بعد ذلك قامت الدولة فى آطار مشروع الوادى الجديد بحفر عدد من الآبار العميقة . الأنتاجية الفعلية للواحات البحرية المقدرة من حوالى 25 عام كانت 30 مليون متر مكعب / عام بينما الأنتاجية المتاحة 180 متر مكعب / عام .

طبقات الحجر الرملى النوبى فى الواحات البحرية تتواجد على شكل ثلاثة تكوينات رئيسية حاملة للمياة يفصلها عن بعضها البعض طبقات من الطفل .يبلغ سمك سلسلة الصخور النوبية فى الواحات البحرية 1800 متر و السمك المشبع بالمياة الجوفية 1000 - 1500 متر .يتراوح عمق المياة بين صفر و 20 متر تحت سطح الأرض . نوع هذة الخزانات من النوع شبة الحبيسة . معامل نفاذية الصخور 10 - 15 متر / يوم و معامل ناقلية الماء 500 - 10000 متر مكعب / يوم .درجة حرارة المياة المنتجة 28 - 33 درجة مؤية . ملوحة المياة نادرا ما تتجاوز 300 جزء فى المليون ( ملليجرام / لتر ) و النوع الكيميائى السائد هو المياة البيكربوناتية الصودية و أقل شيوعا المياة الكلوريدية الصودية .

تعليق :

البيانات السابقة الناتجة عن دراسة المياة الجوفية توفرت لسببين هما أولا أن تواجدات المياة الجوفية بهذة المنطقة ذات أهمية فتمت عليها دراسات تفصيلية و ثانيا كان من حظ هذة المنطقة أن دخلت ضمن مشروع الوادى الجديد الذى نفذتة الدولة من منتصف خمسينات الى منتصف ستينات القرن العشرين و هى الفترة التى تسمى العصر الذهبى لأستصلاح الأراضى فى مصر .لذلك ألفت نظر الأخوة الى أن مثل هذة البيانات لا يتوفر لكافة المناطق التى يمكن أن يستفسر عنها أحد الأخوة الكرام .

من البيانات السابقة يمكننا معرفة توفر كميات كبيرة من المياة ما يستغل منها لا يزيد عن ربع أجمالى ما يمكننا أستخدامة . صلاحية المياة تنافس صلاحية مياة نهر النيل . الخواص الهيدروليكية للصخور الحاملة للمياة ( المسامية - النفاذية - الناقلية - التخزين ) و هى العامل المحدد الأساسى لما يمكن ضخة من ماء الآبار جيدة و تسمح لنا بضخ الكميات التى نرغب فيها . رخص أستغلال تلك المياة حيث تتواجد على أعماق تقل عن 20 متر و بالتالى ستقل تكاليف الحفر و سيقل ضغط الطلمبة اللازم لرفع الماء فيما لو كان بعيد العمق مما يوفر هذا الضغط لدفع الماء فى شبكة الرى و يزيد كمية ضخ الماء التى تتناسب عكسيا مع الضغط فى تنافس على القدرة التى تبذلها المضخة كما أن تكاليف تشغيل الطلمبة ستكون أقل .

البئر و المضخة:

بفرض أقصى عمق للماء هو 20 متر فالحفر سيتم لما بعد ذلك أولا لحوالى 5 متر كمقدار متوقع للهبوط ( يمكنك تحديدة بدقة من أقرب الآبار أليك و تقيسة بعد الضخ ببفترة لأن الهبوط يحدث بالتدريج خلال فترة زمنية و لا يحدث مرة واحدة ) و ثانيا سنواصل الحفر بترك مسافة أمان أسفل الهبوط لن تزيد فى أقصى حالة عن 8 - 10 متر و هنا سيتم تعليق مضخة الأعماق بداخل البئر لنواصل ثالثا الأستمرار بالحفر لمسافة أمان أخرى تضمن وجود الطلمبة بداخل غلاف البئر لا تزيد عن 8 - 10 متر و بذلك يبلغ طول غلاف البئر ( أنبوبة مصمتة عديمة الفتحات ) مجموع المسافات السابقة و هو 45 متر أو أقل ثم سيستأنف تواصل الحفر ما شاء لك الله و بحسب التمويل المتيسر لأن الجزء الباقى تحت الغلاف تركب فية المصافى و فتحاتها هى التى يدخل منها الماء الى داخل البئر و بالتالى تعتبر هى العامل الثانى المؤثرة فى أنتاجية البئر من بعد خواص الصخور الهيروليكية و بذلك يتراوح أجمالى عمق حفر البئر لديك من 70 متر و حتى 90 متر أو أكثر . العامل الثالث فى ما المؤثر فى ما يمكن ضخة من ماء هو قطر البئر و لكن تأثير قليل ( كلما زاد القطر زاد مسطح المصافى المنفذة للماء بداخل البئر ) لكننا لن نتناول قطر البئر من هذة الناحية لكن سننظز لجانب أهم هو أنة منطقيا لابد أن يكون قطر البئر أكبر من قطر المضخة التى ستركب بداخلة و عادة يقاس قطر كل من البئر و المضخة بالبوصة و طبقا للحسابات فأنة يوصى بأن يزيد قطر البئر عن قطر المضخة بمقدار 2 بوصة على الأقل و هى زيادة كافية وحدها على أية حال و لما كان أكبر قطر لمضخة يمكن أستخدامها على الأغلب هو 8 بوصة فسيكون قطر البئر المطلوب فى هذة الحالة هو 10 بوصة و هنا نشير لمعلومة غاية فى الأهمية بالنسبة لأستخدام أنابيب البى فى سى كغلاف و مصافى للبئر حيث يقاس قطر هذة الأنابيب من الخارج بمعنى أن القطر الداخلى سيقل على حسب سمك الجدار الذى يختلف بأختلاف الضغوط المصمم أن تتحملها الأنبوبة .

الحفر الميكانيكى يتم بحفار رحوى أو حفار دقاق و هو الأوسع أنتشارا و الأرخص فى ثمنة و تكلفة حفرة و هو كافى لأننا لن نحفر عميقا يحتم أستخدام حفار رحوى و الحفار الدقاق يتميز بحفر ذى قطر أكبر . سيستفاد من زيادة قطر الحفر عن قطر المصافى و الغلاف فى وضع غلاف حصوى من الزلط من أحجام متساوية أو متدرجةصغبرة الحجم بحيث يكون قطرها أكبر من فتحات المصافى هذا الغلاف الحصوى لة وظيفتين أولهم يعمل كمرشح يجز و يمنع الرمل من الدخول الى البئر و ثانيا هو يعمل نفس وظيفة المصافى فالمسام التى بين حبيبات الزلط هى التى تمرر الماء الى داخل البئر و تمنع الرمل عنة .

هل يمكن عدم عمل غلاف حصوى ؟

نعم لكن يوصى بة فى الأراضى الرملية أذن هو أفضل و أضمن للمحافظة على كفاءة البئر ( الضخ ) .

هل يمكن عدم عمل كل من غلاف البئر و المصافى ؟

نعم يمكن لكن يتم هذا فى حالتين :
الآبار الضحلة قليلة العمق ( كالمستخدمة لخدمة المنازل فى المناطق الرطبة ) .
الآبار المحفور فى طبقات أرض متماسكة .
لكن الأراضى الرملية تحتاج لغلاف و مصافى تدعم جدران البئر و تحميها من الأنهيار .

هل يمكن الأستغناء عن الغلاف العازل المنشأ حول البئر بالأسمنت أو الطين بداية من فوق سطح الأرضى و حتى عمق مناسب ؟

نعم يمكن و لا حاجة لنا بة لأنة ينشأ فى المناطق الرطبة القريبة من مصادر التلوث كعادم المصانع لحماية ماء البئر من التلوث و هذة الظروف غير موجودة فلا حاجة لهذا العازل .

الخامات التى تستخدم فى غلاف و مصافى البئر:

الحديد و الصلب و يعيبها أنها تصدأ و يحدث بها أنهيارات و تعيق دخول الماء للبئر فتقل كفائتة أو يتوقف أنتاجة .

الصلب غير قابل للصدأ ستانليس ستيل ممتاز جدا و هو الأفضل لكن أرتفاع سعرة يحد من أستخدامة .

البلاستيك ( البى فى سى ) رخيص و لا يصدأ لكن بة عيبين هما عدم تحملة للضغوط العالية و عدم تحملة لدرجات الحرارة العالية . كذلك عملية تثقيبة لأستخدامة كمصافى تتوقف على مدى تحملة مع العلم أن الأفضل ألا تقل فتحات المصافى عن 5 % من مساحة سطح المصافى و ألا فسيقل دخول الماء الى داخل البئر و بالتالى تتأثر كفائتة .

سنتكلم عن البى فى سى لأنة المستخدم فعلا فى مصر .

لتلافى عيوبة فلابد من وجود أنواع منة عالية النقاوة معاملة لتحمل الضغوط و الحرارة . عمليا ما يحدث فى مصر هو النزول الى السبتية و شراء أنابيب الرى و تقوم ورش هناك بتثقيبها . أرجوك أن تولى أهتمامك لتلك المسألة و لا تترك لمقاول أو قائم بالحفر الأنفراد بتوليها . أختار أفضل أنواع أنابيب البى فى سى و يا حبذا لو كانت من نوع يتحمل الضغط مقاوم للحرارة أن وجد . أستخدام أنابيب الشركات الكبيرة المشهورة بجودتها ( حتى هذة تدور بلاستيك الفمامة فى أنتاجها لكن بنسب أقل من الشركات الرديئة الأرخص ) . أستخدم أنابيب الأقصى تحملا للضغوط أى ذات الجدار الأكثر سمكا و هى الأغلى طبعا .

المضخة:

هناك نوعين ذات الأكسات و الغاطسة ذات المحرك الكهربى الغاطس و هى الأرخص و الأكثر أنتشارا.

المضخات مستوردة كلها عدا مضخة أكسات تنتجها شركة المعادى للصناعات الهندسية مصنع 54 الحربى الموجودة على كورنيش النيل بالمعادى فى القاهرة و هى طلمبة قطر 8 بوصة . كل من هب و دب يبيع طلمبات و كلهم غير موثوق فيهم لكنى أرشح لك شركة المهندس محمد فريد حسنين ( المشهور و رئيس نادى الترسانة الرياضى سابقا و لدية مصانع فريد الوايلر فى مدينة العاشر من رمضان تنتج طلمبات الوايلر الألمانية بترخيص لكنها لا تنتج طلمبات آبار ) ستذهب لمقر الشركة فى وكالة البلح و هى مشهورة هناك و يمكن لهم أن يشرحوا لك الطلمبات الممكن أستخدامها كما أنهم يقوموا بخدمة البيع و التركيب . أحذر الأنزلاق مع المحلات التجرية .

الرى و شبكات الرى بالرش و بالتنقيط:

يمكنك أستخدام كلا نوعى الرى قياسا على أنخفاض ملوحة المياة .

أختيارك للتركيب المحصولى للمزرعة سيحدد نوع الرى الأكثر ملائمة لة و عموما زراعة المحاصيل الكيفة مثل محاصيل الأعلاف تحتاج للرى بالرش و لا يصلح لها رى التنقيط .

سيتم مد شبكة رى مكونة من أنابيب مختلفة الأقطار كل قطر يناسب تصرف ( كمية مياة معينة خلال زمن معين ) معين و يتدرج طول أقطار الأنابيب تناقصيا حتى قطر 16 ملليمتر ( نصف بوصة ) الذى تركب علية النقاطات .

التصميم الهندسى لشبكة الرى بالرش أو التنقيط تعتمد فكرتة على نقطتين هما التصرف و الضغط .

التصرف يحدد لنا أقطار الأنابيب التى نستخدمها .

بالنسبة للضغط فأن دفع الماء خلال الشبكة يحتاج الى ضغط كما أن الرشاشات يلزمها ضغط تشغيل و كذلك النقاطات التى لا تحتاج لأكثر من نصف ضغط جوى ( ضاغط عمود مياة أرتفاعة 5 متر ) . عندما يمر الماء خلال وصلات أنابيب الشبكة و المحابس و الكيعان و وصلا حرف تى و غير ذلك يتم فقد ضغط الماء بالأحتكاك مع جدران الأنابيب و الوصلات .

توجد جداول تحسب فقد الضغوط للمتر الطولى لكافة أقطار الأنابيب و كذلك لكافة أنواع الوصلات و يتم حساب مجموع الفقد فى الضغوط على طول الشبكة أضافة لضغط الرشاشات أو النقاطات أضافة للأرتفاعات التى تمر عليها الشبكة فى الأراضى المرتفعة و مجموع كل ذلك مطروحا منه الأرتفاعة التى بالمنخفضات يكون هو ضغط التشغيل المطلوب للشبكة . أذا سنحتاج لمضخة توفر ضغط تشغيل شبكة الرى و لو أستخدمنا المضخة المركبة على البئر فمطلوب منها أن توفر ضغط يساوى الضغط اللزم لرفع الماء من البئر ( عمق الماء بالمتر ) مضافا ألية الضغط اللزم لتشغيل شبكة الرى ( 1 ضغط جوى = 10 متر تقريبا أى الضغط الناشئ عن عمود مياة أرتفاعة 10,5 متر تقريبا ) .

توجد شركات عديدة امد شبكة الرى لكن يهمك ثلاثة نقاط أفضل سعر و أفضل خامات تحددها أنت و أفضل كفاءة عمال لتركيب الشبكبة .

مهم حماية وصلات أنابيب الشبكة من الشمس و لتحفر لتركيبها على عمق نصف متر تحت سطح الأرض و لا يظهر فوق الأرض ألا أنابيب التنقيط .

نصيحة : كلما زاد مرورك على الشركات كلما خرجت بأفضل نتيجة و كلما وصلت لأفضل خامات و أفضل خدمة تركيب بأفضل سعر . كل ما تلف أكتر كل ما تكسب أكتر .

هناك تعليق واحد:

  1. بارك الله فيك ياباشمهندس ياسر
    كل الشكر والتقديرعلى هذا المجهود الرائع
    تحياتي

    ردحذف